اللاجئون السوريون في تركيا يعودون إلى وطنهم مع انتهاء حكم الأسد
اللاجئون السوريون في تركيا يعودون إلى وطنهم مع انتهاء حكم الأسد
توافد العديد من اللاجئين السوريين من مختلف المدن التركية عائدين إلى سوريا، وذلك عقب الإعلان عن سقوط نظام الرئيس بشار الأسد.
وفي طابور طويل على معبر جيلفي غوزو التركي، يقف علي (29 عاماً)، اللاجئ السوري الحاصل على الجنسية الألمانية، في مهمة للعثور على شقيقه الذي فقد أثره قبل 13 عاماً أثناء دراسته في مدينة حمص. بحسب وكالة فرانس برس.
البحث عن شقيقه
فر علي من سوريا في عام 2013 عبر تركيا وأوروبا وصولاً إلى ألمانيا، حيث استقر وأسس حياة جديدة، إلا أن نبأ سقوط نظام بشار الأسد أعاده إلى الحدود السورية، على أمل العثور على شقيقه المفقود، الذي كان يدرس اللغة الإنجليزية في سنته الجامعية الأخيرة قبل اختفائه.
وقال علي: "كان شقيقي في الجامعة عندما اختفى فجأة. تلقيت الخبر من أصدقاء مشتركين بعد أن عدت لزيارة أهلنا في إدلب، ومنذ ذلك الحين لم نسمع عنه أي شيء".
مع إعلان سقوط نظام الأسد، ازدادت آمال علي بالعثور على شقيقه، خصوصاً بعد فتح السجون وإطلاق سراح العديد من المعتقلين، حيث يخطط علي للتوجه إلى دمشق حاملاً صورة شقيقه للبحث عنه بين السلطات الجديدة وزيارة السجون والمستشفيات.
وأضاف: "كل ما نعرفه هو أنه كان بيد مقربين من النظام، لكنه لم يكن ناشطاً سياسياً ولم يشارك في المظاهرات".
العودة إلى الجذور
رغم حياته المستقرة في هامبورغ مع زوجته وأطفاله الثلاثة، قرر علي المخاطرة بالعودة إلى سوريا، حجز تذكرة إلى إسطنبول ومنها إلى هاتاي، مصمماً على زيارة كل مكان يمكن أن يجد فيه خيطاً يقوده إلى شقيقه.
وقال بتصميم: "سأسأل الجميع، سأطرق كل الأبواب. لا يمكنني التخلي عن الأمل".
بين العودة والمجهول
مع توافد اللاجئين من مختلف المدن التركية إلى سوريا، يحمل علي قصته كواحدة من آلاف القصص التي تكشف عن عمق المعاناة السورية والأمل في استعادة الأحبة وسط ظروف قاسية ومجهولة.
وسقط نظام بشار الأسد الأحد بعد هجوم مفاجئ شنته فصائل المعارضة، وخلفت الأزمة السورية المستمرة منذ عام 2011، آثارًا إنسانية وسياسية عميقة، حيث قتل مئات الآلاف ونزح بسببها ملايين السوريين إلى دول الجوار وعدد من الدول الأوروبية.
وجاء تنحي الرئيس السوري بعد أسابيع من تصاعد العمليات العسكرية في البلاد، وسط مطالب دولية بضرورة إنهاء الصراع عبر حلول سياسية تحفظ وحدة وسلامة سوريا.
وقال وزير الخارجية التركي هاكان فيدان إن تركيا ستعمل على إعادة إعمار سوريا وعودة اللاجئين السوريين الذين تستضيفهم إلى ديارهم بأمان.
وقال فيدان، في افتتاح المؤتمر الخامس عشر للسفراء في أنقرة، الاثنين، إن تركيا ترغب في رؤية سوريا جديدة تعيش في وئام مع جيرانها وإن أنقرة مستعدة لمساعدة جارتها الجنوبية في تحقيق ذلك، بحسب وكالة رويترز.